العاقل يفكّر ثم يتكلّم
عن الإمام علي سلام الله عليه أنه قال: «لسان العاقل وراء قلبه وقلب الأحمق وراء لسانه» أي أن الأحمق سريع الكلام يطلق القول قبل أن يفكر فيه، خلافاً للعاقل فإنّه يفكر في الكلمة قبل أن يقولها. ونقل عن بعض الحكماء أنه كان يقول: لا ترسل كلّ كلمة مع أول خطورها إلى الذهن بل أرجعها إلى الفكر وتمعن فيها سبع مرات قبل أن يطلقها لسانك. ولا شك أن من يتريث إلى هذه الدرجة تقلّ شطحاته وزلاّته غالباً ويقلّ ندمه إثر ذلك .
لقد صحب النبي صلى الله عليه وآله أو عاصره الآلاف من المسلمين وغيرهم، ولكن الذين عُرفوا واشتهروا بالفضل ـ عدا أهل البيت سلام الله عليهم ـ يُعدّون بالأصابع، ومن أبرزهم أبو ذر الغفاري وقد عرف من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أن أكثر عبادته التفكر. فعن أبي عبد الله الصادق سلام الله عليه: كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر والصمت.
وهكذا لو ألقيتم نظرة على ما حولكم ترون أن أكثر من بلغوا المراتب العالية في الدنيا والدين والعلوم الدينية وغيرها كالطب والهندسة والتجارة هم أناس مفكرون يركّزون على التفكير والتأمّل، ولهذا عُدّ الصمت من فضائل الأخلاق.