الرد:
إن سؤالكم في محله ، فإن المراقبة الكلية تحتاج الى خطوات تطبيقية عملية ، لان الكليات في هذا المجال قد لا يدفع الى العمل ، فأقول :
1- التزم بالتسمية قبل كل عمل ذي بال ، فإن هذا تمرين عملي على الذكر اللفظي الذي ينتقل تدريجيا الى القلب وخاصة ان الانسان ينتقل من فعل الى فعل مما يتطلب منه التسمية المتكررة .
2- التزم باعادة لجام الفكر كلما شذ عن الطريق ، وهذا يستلزم منك مراقبة خيوط الافكار ، فإنها تتشعب بشكل عشوائي يمينا وشمالا.. فمن لا يمتلك زمام تلك الخيوط يخشى عليه ان يحبس بين طياتها ، فلا يهتدي بعدها الى سبيل .
3- كن جادا مع نفسك وغيرك ، فإذا رأيت نفسك لاهيا لاغيا في مجلس او مع صنف معين حاول ان تقطع ذلك مصداقا لقوله تعالى : { فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين } .
4- قبل الذهاب الى المجالس التي تخشى فيها من الغفلة ، حاول ان تعد ما يشغل الجالسين بفكرة نافعة او بحديث مذكر لئلا تكون محكوما بذلك المجلس بحكمهم .
5- تمر على الانسان حالات من الفرح كالزفاف او الحزن كوفاة قريب ، يذهل فيها عن ذكر ربه .. فانتبه لنفسك جيدا في تلك الحالات .
6- بعض حالات الغفلة وثقل الذكر يعود الى منشأ بدني كقلة نوم او كثرة طعام ، او ما شابه ذلك.. فعلى الذاكر ان يراعي بدنه لئلا تتمرد على احكام روحه .
7- إن اتخاذ ورد ثابت مأثور بعدد خاص يشغل ساعات الفراغ اليومية فيتحين الذاكر الفرصة ليملأ تلك الاوقات بما قطع على نفسه من الورد المعهود .
8- يحسن بشكل دقيق معاقبة النفس بما يناسب عند استرسالها في الغفلة ، تأديبا لها ، ولكن بشرط كونها شرعيا كالصيام والانفاق الزائد عن الواجب.