بسم الله الرحمن الرحيم
إن العناد والتخلف والأصرار على الجاهلية موجود في كل زمان .. وكان متكاثراً جداً عند بعثة نبي الرحمة محمد (ص) فواجه الرسول محمد (ص) في بداية دعوته قطاع كبير من المنافقين قاموا بأدوار خطير جداً في الكيد لدعوة النوة .. وروجوا ضدها الأحاديث والأقاويل الكاذبة والباطلة التي يظنون أنها تنكس وتقلل هذه الدعوة وهذا العداء والتكبر والتخلف ليس فقط في حياة الرسول محمد (ص) بل أستمر على طول الزمان بسبب وجود مطايا إبليس تتلعب بالنفوس المريضة الخاوية الذليلة التي تحاول تقليل من شأن هذه الدعوة ولكن يأبى الله ذلك لا إن يتم نوره ولو كره المشركون فأن مسألة صدق نبينا محمد (ص) في دعوة النبوة لا تحتاج إلى أقامة دليل في الواقع لأن من يشق طريق الهداية والأصلاح الشامل بجميع تفرعاته الأجتماعية والتربوية والخلاقية والنفسية والأقتصادية وغيرها في وسط مجتمع متخلف غارق في الهمجية .. ويقيم بناءه على أمتن الأسس واقواها ضمن منهج واحد وثيق العرى محكم الفصول مترابط الجزاء شامل لكل صغيرة وكبيرة بحيث لم يترك أمراً له صله بالفرد أو المجتمع آلا وقد بينه في خطوط ذلك المنهج بكل دقة وتفصيل .. ومع هذا لم يخفى شيئاً من منهجه بل عرض سائر قوانينه وقواعده وفصوله وخطواته على جميع الأجيال والمجتمعات .. وهم إلى اليوم لم يجدوا في منهجه ثغره وأحده كما لم يقدروا على أضافة شيء عليه أو تكملة بحجة وجود نقص فيه أو تعديل بعض بنوده مع كل هذا فقد أعترف عدوه وصديقه بقوة منهجه ... وصلاحيته على البقاء وقدرته على النفوذ في معترك الحياة ونظامها .. ولا شك إن الآتيات بهذا هو فوق طاقة البشر وهذا في نفسه دليل عظيم جداً وواضح كالشمس على وقوف قدرة لا حد لها وعلم لا نهاية له وراء ذلك الأصلاح الشامل وإذا ما عرفنا إن شخصيته من جاء بهذا المنهج .. قد ملا النقاء جوانبها والطهارة جيبها والصفاء والصدق سرها وعلانيتها بحيث ازدحمت الفضائل كلها في علياء سماءه وشهد بفضله عدوه قبل صديقه وأصبح الشك في صدق نبوته لا يصدر إلا عن أفاك زنيم أو كافر أثيم أو جاهل لئيم ؟!! وهذا دليل وجداني واقعي هو الذي يبعد الك عن صدق النبوة .. وكل إنسان عاقل يعترف بهذا ولا يمكن إن ينكره لأن الواقع الذي يعيشه الإنسان يحكم عليه بتصديق هذه الدعوة فعندما يحكم العقل على صدق هذه الدعوة نصبح ملزمين بالأتباع والتنفيذ بما تؤمر به هذه الدعوة ولا يجوز لأي إنسان إن يتخلف ويخالف هذه الدعوة ومن يفعل ذلك يكون مصيره الهلاك والدمار .. ونسأل الله تعالى إن يجعلنا من الثابتين والمستنيرين بطريق هداية محمد وال محمد أنه سميع مجيب .
والحمد لله رب العلمين