دخل أبو شاكر الديصاني ـ وهو زنديق ملحد ـ على أبي عبد الله ( عليه السلام ) وقال: يا جعفر بن محمّد دلّني على معبودي!
فقال له أبوعبد الله (عليه السلام): اجلس! فإذا غلام صغير في كفّه بيضة، فقال أبوعبد الله (عليه السلام): ناولني يا غلام البيضة! فناوله إياها، فقال أبوعبد الله (عليه السلام) يا ديصاني! هذا حصن مكنون، له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرّقيق ذهبة مايعة، وفضة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضّة الذائبة، ولا الفضّة الذائبة تختلط بالذهبة المايعة، فهي على حالها، لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها، ولم يدخل فيها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها، لا يٌدرى للذكر خلقت أم للأُنْثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أترى له مدبّراً ؟
فأطرق الديصاني مليّاً ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله، وأنّك إمام وحجّة من الله على خلقه، وأنا تائب [ إلى الله تعالى] ممّا كنت فيه.