أخلاقيات القيادة وفتح مكة
السيرة التي عهدناها عن اغلب القادة والزعماء انهم عندما يصلون للسيادة والقيادة يفتكون أولا برجالات العهد السابق وثانياً يعمدون على غلق جميع النوافذ التي يمكن أن تتنفس منها الأطراف المخالفة والمعارضة، ولكن رسول الله(ص) وهو المسدد من قبل السماء والمتقدم نحو مكة بجيش عظيم ماذا تراه فاعلاً بأقطاب الشرك والكفر؟ أيقتلهم ليكونوا عبرة لغيرهم ويسكت الأصوات المعارضة؟
لقد كان رسول الله(ص) حريصاً على أن لا تراق قطرة دم واحدة يومئذ، حتى أنه خلع سعد بن عبادة من قيادة إحدى الفرق، لأنه توعد قريشا. وطمأنهم بأن قال من دخل بيت أبو سفيان فهو آمن. (وقال لبعضهم ما تظنون؟ وما انتم قائلون؟) أي ماذا أفعل بكم بعد أن فتحت مكة؟
فقال سهيل بن عمرو ـ نيابة عن الجم ـ نقول خيراً ونظن خيراً، أخ كريم وابن عمّ.
فقال(ص) : فإني أقول لكم كما قال أخي يوسف(ع) : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.. اذهبوا فأنتم الطلقاء).
هذه أخلاق القيادة التي غابت وغيبت ولم نر وجوداً لها اليوم إلا في كتب التاريخ وتحديداً في هذه السيرة العطرة وسيرة خليفته أمير المؤمنين(ص) .