أن الرسالة التي طلع بها النبي محمد (ص) على العالم متمثلة في القرآن الكريم والشريعة الإسلامية تميزت بخصائص كثيرة :
منها :أنها جاءت بنمط فريد من الثقافة الاليهة عن الله سبحانه وتعالى وصفاته وعلمه وقدرته ونوع العلاقات بينه وبين الأنسان ودور الأنبياء في هداية البشرية ووحدة رسالتهم وما تميزوا به من قيم ومثل سنن الله تعالى مع أنبيائه والصراع المستمر بين الحق والباطل والعدل والظلم . والارتباط الوثيق المستمر لرسالات السماء بالمظلومين والمضطهدين وتناقضها المستمر مع أصحاب المصالح والامتيازات غير مشروعه وهذه الثقافة الإلهية لم تكن أكبر من الوضع الفكري الديني لمجتمع وثني منغمس في عبادة الأصنام فحسب بل كانت أكبرمن كل الثقافات الدينية التي عرفها العالم يومئذ حتى أن أي مقارنة تبرز بوضوح أنها جاءت لتصحح ما في تلك الثقافات من أخطاء وتعدل ما أصابها من انحراف وتعيدها إلى حكم الفطرة والعقل السليم وقد جاء كل ذلك على يد أنسان أمي في مجتمع وثني شبه معزول لا يعرف من ثقافة عصره وكتبه أدينيه شيئاً يذكر فضلاً عن أن يكون بمستوى القيمومه والتصحيح والتطوير ..
ومنها أنها جاءت بقيم ومفاهيم عن الحياة والأنسان والعمل والعلاقات الأجتماعيه وجسدت تلك القيم والمفاهيم في تشريعات واحكام وكانت تلك القيم والمفاهيم وهذه التشريعات والأحكام - حتى من جهة نظر من لا يؤمن بر بانيتها – من أنفس ومن أروع اعرفه تاريخ الأنسان من قيم حضارية وتشريعات اجتماعيه . فابن مجتمع القبيلة ظهر على مسرح العالم والتاريخ فجاء لينادي بوحدة ابشريه ككل .
وابن البيئة التي كرست ألوانا من التميز والتفضيل على أساس العرق والنسب والوضع الاجتماعي ظهر ليحطم كل تلك الألوان ويعلن أن الناس سواسيه كأسنان المشط ببند من بنود الدستور الإلهي { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وليحول هذا الإعلان إلى حقيقة يعشها الناس أنفسهم ويرفع المرأة الموؤدة إلى مركزها الكريم كأنسانه تكافئ الرجل في الأنسانيه والكرمة..