أن من عادة الغرائز النفسية المندفعة والمصالح الشخصية المتعصبة ان لا تتقبل تنظيماً ولا تعترف بقانون بل ترى ان من حقها الاندفاع في سبيل تحقيق مقتضياتها إلى نهاية الشوط مهما كانت الغاية والوسيلة ومن ثم كان لايمكن تطبيق الأنظمة والقوانين إلا بأحد وجهين :
الوجه الأول/
أما بإثارة حافز غريزي في اندفاع اشد وأقوى من اندفاع تلك الغرائز لكي يستطيع ان يقف في وجهها ويكفكف من جماحها وذلك بإثارة حب ألذات ضد ما يراه واضع القانون امراً صالحاً ينبغي فعله وذلك فرض العقاب عليه فان من المقتضيات الطبيعية الاولية لحب الذات هو الخوف من الضرر والفرار من العقاب مهما أمكن ومهما كان نوعه وهذا الوازع هو الذي فرضته القوانين لإطاعة أوامرها ونواهيها حين الحقن بمواد تشريعاتها قوانين للعقوبات
الوجه الثاني/
وأما ان يكون بمخاطبة العقل ومواجهته بالنصح والتوجيه وإفهامه بن مصالحه الحقيقية هي ما تقوم على أساس متين وبرهان صحيح دون المصالح الضيقة والأهداف السيئة وتنبيهه إلى ان السير في ركاب المصالح الحقيقية خير له وجدى عليه من الانخراط في سلك الأهواء والمصالح العشوائية الضيقة.
والإسلام قد وفر كلاً من هذين العنصرين في تعاليمه , على أحسن وجه وأتمه. فان العقاب الذي توعد به غليظ وعظيم وقد شفعه أيضا بالوعد على الثواب , وزيادة في إثارة الدافع النفسي وغريزة حب الذات . كما ان المصالح التي يقوم على أساسها الدين الإسلامي مصالح حقيقية كاملة , وقد عينت من قبل المصدر الإلهي اللانهائي خالق البشر ورازقهم.
فكان لا بد للدين الإسلامي لكي يتم تطبيق منهجه الكامل ولكي تستطيع البشرية ان تجني منه أطيب الأثمار , لا بد له من قائد منظم, ومرشد موجه, يستطيع ان يخرج البشرية من الظلمات إلى النور ويهديها إلى الصراط المستقيم
وبطبيعة الحال هذا المبدأ يتجسد بتولي الرسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه فكان مبلغاً للدين ومرشداً للناس وقائداً للبشرية ومنظماً لشؤونها ومطبقاً للدين الذي جاء به . وما ان انتهى دوره في الحياة حتى كان قد غرس في العالم هذه الشجرة العظيمة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها
هذا وانه ( صلى الله عليه وآله وسلم) لم الناس سدى بل جعل الخليفة من بعده سلسلة مترابطة ووثيقة تمثل الرسول الأعظم في كل الجوانب السياسية والاجتماعية والدينية وحتى الروحية وذلك يتجسد بالإمام المعصوم (ع) وما ان انتهى دور الأئمة بغياب الإمام الأخير المنتظر(عج) حتى جاءت النيابة لهم تتمثل بالمجتهد الجامع للشرائط الأعلم الذي يعتبر الآن مصدر موصل لمصدر التشريع الإلهي سواء بكتاب القرآن أو الرسول والأئمة(عليهم سلام الله أجمعين).
{ )} منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول